25‏/1‏/2018

''الساقية'' / الأديب ''يوسف بايو''

متمددا على سريره، ينظر إلى سقف حجرته المتاكل،لم يقوى(با علال
 مول لما) على نسيان آخر مشوار له إلى (لعوينه زرقا) ليملا جراره الحديدية، كما اعتاد مند عدة عقود، حين تفاجأ بعمال الشركة يتأهبون لإعدام الساقية، فسكان الحي زودوا بالصنابير، لم يعودوا بحاجة لا للساقية أو (مول لما). اقترب (با علال) بيد ترتعش وعيون غمرها الدمع، وطلب من العمال تركه يملأ الجرار فهو يعلم أنها آخر مرة سيقوم بهدا العمل
منذ ذلك اليوم و(با علال) لم يغادر حجرته..اشتد به المرض، حياته لم يعد لها معنى...فقط جارته (زوهرة) أربعينية تركها الزوج بطفلين تصارع الحياة، هي من تعتني ب (باعلال) من مأكل ومشرب ودواء، بتوصية من ابنه الموظف الرفيع الذي لم يفلح في إقناع أبيه بالإقلاع عن حرفته
ذات صباح، استغل (با علال) غياب (زوهرة). بجهد كبير ارتدى معطفه الطويل،  وانتعل حذاءه العسكري بدون خيوط، ودفع عربته التي مازالت ممتلئة من آخر زيارة للساقية، وشق الطريقأمام اندهاش أحد المعارف الذي سأله
لمن هدك لما أ با علال..!!؟
فأجابه في الحين
كاينين مواليه
وأكمل سيره ..حتى توقف أمام باب المقبرة، دون انتظار رغم تعبه أخذ يتجول بين القبور يسقي قبرا تلو الآخر...حتى اشتد به ألم شديد لم يعد يقوى على السير، فاتكأ على عربته تحت الكرمة العجوز..فنظر 
إلى السماء نظرة أخيرة...وأغمض عينيه

 ''يوسف بايو''                                 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

''الأسئلة'' قصة قصيرة/العملاق ''محمد الطايع''

..الأسئلة  ..قصة قصيرة ماذا؟ ماذا قلت؟ تحبينني؟ هل قلت أنك تحبينني؟ هل قلت ذلك فعلا؟ هل أبدو لك مغفلا؟ لماذا تعتقدين أنني كذلك؟...