*** العودةُ إليَّ ***
في يوم من فَصْلِ الخريف
استيقظت على صَوْتِي يناديني
لم أعْرِفْنِي
غَدَوتُ غَرِيباً عني
في دوَّامة الحياة نسيتُنِي
بداتُ أَلُومُنِي
عاتَبْتُنِي لِماَ أَهْمَلْتُنِي
بعد عُمُرٍ فاق الأربعين تَذَكَّرتُنِي
مرّ شريط العمر أمام عُيُونِي
عِشتُ سراب إيثارٍ يَعْصُرُنِي
قدمت الآخرين و أخَّرْتُنِي
فَضَحَ الشريط المستور
جري ذات اليمين، ذات اليسار
بحث عن بصيص أمل يرشدني
لحقوق ٍعليَّ ويُرِيحُنِي
ذهبت أسأل المرآة فهي تعرفني
أرى فيها من أكون ، أَتَذَكَّرُنِي
وقفت أمامها لم أرَانِي
أبت أن تعكسني
قالت: من أهمل نفسه لا يَسْكُنُنِي
أعْكِسُ الحيَّ من غُباَرِي ينظِّفُنِي
يَتَجَمَّلُ و كلَّما كان خارجا يدلِّلُني
سيادتُكَ بعد هذه السنين تُرِيدُنِي
أكون أول من عرَّاكَ فتكرهُني
تمسح خطاياك فيَّ تتهمُنِي
كلامُهاَ بركان حِمَمُهُ تَرُجُّنِي
أصيحُ بِدَاخِلِي عاليا اُرمِّمُني
بِرِسالةٍخَطّطْتُها بماءِ ذَهَبٍ هَدَّأْتُنِي
لكل مُعَاتِبٍ عيوبٌ فكيف ينتقذني؟
إلى كل مخالف رحيل ويتركني
لغفَّارٍ رحيم يرحمُني
فَكُلُّ بني آدم خَطَّاءٌ
كيف يا هذا تلومُنِي؟
محمد الفرگاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق