***تضحية***
كانت الشمس توشك على المغيب وهو على شاطئ البحر يراقبها وينتظر افولها معلنة نهاية يوم اخر من عمره ...البحر بالنسبة له يذكره بانه نقطة صغيرة من كون عظيم وانه ضعيف ومغلوب على امره رغم سعيه الى التغيير وتحسين اوضاعه ...الغروب يشعره بان لكل امر نهاية وان دوام الحال من المحال كما يقول المثل
تتعالى اصوات المؤذنين من مكبرات الصوت لتنشر في اجواء المدينة نفحات من الخشوع تصل اصداؤها الى اذنيه وهو يخطو فوق رمال الشاطئ بخطى متثاقلة تاركا الامواج وراءه تتلاطم على الصخر
تعبت ...يا فاطمة ...تعبت
يقولها لزوجته وهي تنظر اليه بعين الشفقة ومن ذون ان يترك لها فرصة لتواسيه كعادتها يسترسل في الكلام
ما يحزنني هو حال الابناء الذين كبروا من ذون ان يحققوا شيئا لمستقبلهم ...بل ما زالوا يتصرفون كاطفال صغار ...طلباتهم لا تعرف نهاية
تقاطعه بنبرة تكتنفها المرارة
انت دللتهم اكثر من اللازم قبل ان تحصل على التقاعد...كنت تلبي كل طلباتهم وتسايرهم في جنونهم ...يجب ان تكون صارما فالوضع تغير
منطق رد زوجته اخرسه وادخله في صمت رهيب انهاه حين قال لزوجته التي احس انها تنتظر رده
-غدا سابحث عن عمل ...نعم ساشتغل ...لن انتظر الكارثة حتى تقع تقبل فاطمة راسه وتحتضنه كطفل
محمد بوعمران
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق