قصة قصيرة..
** العجوز شامة **
اهابها كنت منذ صغري.....
صوتها الجوهري يبعت الرعب في نفسي ..ونحن صغار
لا زلت أذكرها وهي تجري خلفنا..ترمينا بالحجارة والشتائم من كل حدب وصوب...
---- اولاد الشفارة...سرقتوا كاع الرمان والكرموص...
---- حكرتوني حيث الشرجان مات..او مبقات عندي صحة..
----- ما لقيتو عندي ولاد..
شاخت العجوز شامة..وشاخت شجيرات الرمان والتين مثل صاحبتها..جف البئر وتحول المكان الى قفار موحش..تهدم البيت وصار اطلالا..جار الزمان بقسوته الغير مبررة على العجوز والمكان سويا...
ارتسمت شقوق الكبر على وجهها كخطوط محراث على أرض قاسية..انحنى ظهرها حتى كاد وجهها يلامس تراب الأرض..داب قوامها الفارع واختفى بهاء الجسد خلف أسمالها البالية ..وحيدة تعيش في غرفة ترابية منزوية هي كل ما تبقى من بيتها المتصدع..جود أهل القرية ومعونتهم من يضمن قوتها وبقاؤها على قيد الحياة
طال انتظارها للمخلص..اخلف وعده وتركها وحيدة ..ربما هو أيضا تغير دوقه وأصبح يختار مرافقة من هم أصغر سنا منها بكثير ..لكنها في شوق للقاء.. في انتظار الراحة الابدية،التي يزفها المخلص عند الزيارة ..تقول هذا لكل من زارها من سكان القرية..تطلب الخلاص.. فهناك في العالم الاخر كل الاحباب والأصدقاء ، حملوا الذكريات والافراح ورحلوا عنها في صمت رهيب ..اما هنا فأصبحت غريبة..كطاءر تخلف عن السرب فظل الطريق ..لم يبقى لها شيء سوى مزيد من الالم وهوان الكبر...
اختلف سكان القرية على أشياء كثيرة تخص العجوز شامة..ولكنهم اتفقوا على جمالها ايام الصبى ،وعنادها.. لم تكن شامة من النوع المهادن الذي ينحني أمام العاصفة..او يدفن رأسه في التراب ..بل هي كالموج الهاذر لا يهاب الصخور ..يفنى على صلابتها ولا يتراجع..
تزوجت شامة مرات عديدة ولكن لم تعشق رجلا غير زوجها الاول _الشرجان علال_..
كلما اجتاحها الحنين اليه تسترسل في الحكي لأول شخص تصادفه أمامها ولا تفرق في هذا بين رجل أو امراة..من تعرفه أو عابر سبيل..
**** تزوجت الشرجان علال وانا عندي 17عام.. العرس الدوار كلو حضر ليه وحتى الدواور لبعاد..الشرجان علال جاب معاه من فرنسا الروايح لي عمرني شفت..
الرجال لخرين لي تزوجت كنت باغ غير نسا الشرجان..ولكن تواحد فيهم مدخل لخاطرى..كنت كنهرب ليهم أو نرجع لدارنا..
يغادر من تحدث.. وتستمر شامة في حكي أشجانها ..ربما تعلم أن لا أحد يمكن أن يحس بما يخالج اعماقها لكنها تستمر في البوح لتراب الأرض وأحجارها...
تعود إلى بيتها بخطى متهالكة مرهقة .. ومن صندوق خشبي قديم ..تحمل شمعة وقارورة ماء ورد ..وتدلف إلى مقبرة القرية ..تشعل الشمعة وتسكب ماء الزهر على قبر الشرجان علال..تجلس بجانبه مقرفصة.. وتهمس كلاما لا يعلم طلاسمه إلا شامة والقبر...
حميد طاليس
** العجوز شامة **
اهابها كنت منذ صغري.....
صوتها الجوهري يبعت الرعب في نفسي ..ونحن صغار
لا زلت أذكرها وهي تجري خلفنا..ترمينا بالحجارة والشتائم من كل حدب وصوب...
---- اولاد الشفارة...سرقتوا كاع الرمان والكرموص...
---- حكرتوني حيث الشرجان مات..او مبقات عندي صحة..
----- ما لقيتو عندي ولاد..
شاخت العجوز شامة..وشاخت شجيرات الرمان والتين مثل صاحبتها..جف البئر وتحول المكان الى قفار موحش..تهدم البيت وصار اطلالا..جار الزمان بقسوته الغير مبررة على العجوز والمكان سويا...
ارتسمت شقوق الكبر على وجهها كخطوط محراث على أرض قاسية..انحنى ظهرها حتى كاد وجهها يلامس تراب الأرض..داب قوامها الفارع واختفى بهاء الجسد خلف أسمالها البالية ..وحيدة تعيش في غرفة ترابية منزوية هي كل ما تبقى من بيتها المتصدع..جود أهل القرية ومعونتهم من يضمن قوتها وبقاؤها على قيد الحياة
طال انتظارها للمخلص..اخلف وعده وتركها وحيدة ..ربما هو أيضا تغير دوقه وأصبح يختار مرافقة من هم أصغر سنا منها بكثير ..لكنها في شوق للقاء.. في انتظار الراحة الابدية،التي يزفها المخلص عند الزيارة ..تقول هذا لكل من زارها من سكان القرية..تطلب الخلاص.. فهناك في العالم الاخر كل الاحباب والأصدقاء ، حملوا الذكريات والافراح ورحلوا عنها في صمت رهيب ..اما هنا فأصبحت غريبة..كطاءر تخلف عن السرب فظل الطريق ..لم يبقى لها شيء سوى مزيد من الالم وهوان الكبر...
اختلف سكان القرية على أشياء كثيرة تخص العجوز شامة..ولكنهم اتفقوا على جمالها ايام الصبى ،وعنادها.. لم تكن شامة من النوع المهادن الذي ينحني أمام العاصفة..او يدفن رأسه في التراب ..بل هي كالموج الهاذر لا يهاب الصخور ..يفنى على صلابتها ولا يتراجع..
تزوجت شامة مرات عديدة ولكن لم تعشق رجلا غير زوجها الاول _الشرجان علال_..
كلما اجتاحها الحنين اليه تسترسل في الحكي لأول شخص تصادفه أمامها ولا تفرق في هذا بين رجل أو امراة..من تعرفه أو عابر سبيل..
**** تزوجت الشرجان علال وانا عندي 17عام.. العرس الدوار كلو حضر ليه وحتى الدواور لبعاد..الشرجان علال جاب معاه من فرنسا الروايح لي عمرني شفت..
الرجال لخرين لي تزوجت كنت باغ غير نسا الشرجان..ولكن تواحد فيهم مدخل لخاطرى..كنت كنهرب ليهم أو نرجع لدارنا..
يغادر من تحدث.. وتستمر شامة في حكي أشجانها ..ربما تعلم أن لا أحد يمكن أن يحس بما يخالج اعماقها لكنها تستمر في البوح لتراب الأرض وأحجارها...
تعود إلى بيتها بخطى متهالكة مرهقة .. ومن صندوق خشبي قديم ..تحمل شمعة وقارورة ماء ورد ..وتدلف إلى مقبرة القرية ..تشعل الشمعة وتسكب ماء الزهر على قبر الشرجان علال..تجلس بجانبه مقرفصة.. وتهمس كلاما لا يعلم طلاسمه إلا شامة والقبر...
حميد طاليس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق