12‏/4‏/2018

الشاعر ''منصف معزوز''

أهربـي مني 
أيتها اللغة اللعينة
عانديني
هدمي قلاع يقيني 
امنعيني من البوح 
وفي الرمق الاخير 
انتزعي مني الضمير
واتركيني 
لحمقي وحرقتي وجنوني
اطرديني خارج الحدائق
فانا لم اعد ذلك العاشق 
اطرديني نحو الهجير 
ودعيني اسير 
مثل الهوام نحو المصير
فمنذ انتحر الصباح 
صباحا 
علمت اني وما ملكت يميني 
بعض حماقات وظنون
واني كلما رميت خطوة 
اتجهت صوب الهاوية

تمنعي ايتها الكلمات 
قلدي الغواني 
لاتكثرتي لهذه الاغاني 
فكل الذي تسمعين 
بكاءا وبعض اماني 
تدفقت خارج وجداني
فالقلب والعقل اتهماني 
باني خالفت الانساق 
ولطخت سمعة الاوراق
لابأس
فاض الكأس 
واندس سم الغباء
في مخ الذكاء
لابأس 
امس حوكمت بالف تهمة 
وحرمت معنى الانتماء
وطردت خارج سربي المحلق 
معراجا نحو السماء
كان بالغ النقاء
والان وحدي في مواجهة الريح
كثير الشكوى والمواء
قطط الليل تسخر مني 
وكل حروف الهجاء
تتساقط قبل متم المعنى

استعصي على الوصف
ايتها اللغة اللعينة
اتهميني كما شئت 
نعم انا الربان المجنون
وتلك البقايا على الرمل 
حطام السفينة 
تلك الكومة من انسان 
ذاك السكر وذاك المجون 
والارق الساكن في الجفون 
والهرب الممعن في الجبن 
انا في لغة الجبناء
لاباس 
لاباس ايتها الحسناء
لاباس قد غسل الماء 
وعودنا التي نقشت 
على كفيك بالحناء
لاباس بعد الحياة
لابد ياتي الفناء
فمتى دام المجد 
متى دام العز 
متى استوطن الهناء
بعد ليلات التوغل فيك
مضطر انا للاستمناء 
لاباس 
لاباس ايتها اللغة اللعينة 
وجهي هذا مغضوب عليه
واسمي غير مدرج 
على لائحة الامناء 
ربما لو فتشت طويلا 
ترينه بين السجناء
هارب تحت جنح الليل 

شتات الشتات يالغتي 
ركاكة ثم خذلان 
تبلوري خارج الفن 
تذوقي كأس الهوان 
تمزقي ايتها الجسور 
تبعثري ياكل الالوان 
كان الحب لي ملجأ
وحصن بديع ديوان
واشواقي التي اطلقتها
في سماء الحلم حمامة
سقطت قبل الوصول 
وتلطخ معنى الكرامة
أحرفي الآن حمقى
وقصائدي تلقى 
قمامة في صناديق قمامة
هذا الجزاء بعض جزاء
ممن تغابى عن الف علامة
لايضمن العيش مؤبدا
من بات يطلب السلامة
لايضمن الخصب فلاح
تعلق بالوهم غمامة 
لن نضمن شيئا يالغتي 
لن نعتلي منبر الحق 
وفوق رقابنا جلادنا 
يهددنا بمزامير الاستقامة
وليس ثمة عند الحائط 
الا دموع العابر الكيسر 

ايتها اللغة الجميلة 
خوني عهودنا الطويلة
تدحرجي بين المجاز 
وبين المجاز حتى الغموض
احرقي شبق الورود 
بعثري رسم العهود 
فانا على يقين 
بان ماضاع لايعود 
انا القيد فما همني 
ان حفت بكفي القيود
فقبل اليوم مشيت 
وتخطيت كل الحدود 
وعرفت معنى الموت 
من حسرة طلب الوعود
اندحري يالغتي 
وحاصريني بالصدود 
ان الحسود لايسود 
شر كبير ان نعشق المرايا 
وننام على كف اللحود
انزلقي من فك التعبير
اسحبي البلاغة
من تحت اقدامي 
مثل حصير 
فلاشيء جدير 
فلن تنفعني مناديل الحرير
واصابعي تصب دماء

/ منصف معزوز /   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

''الأسئلة'' قصة قصيرة/العملاق ''محمد الطايع''

..الأسئلة  ..قصة قصيرة ماذا؟ ماذا قلت؟ تحبينني؟ هل قلت أنك تحبينني؟ هل قلت ذلك فعلا؟ هل أبدو لك مغفلا؟ لماذا تعتقدين أنني كذلك؟...