13‏/6‏/2020

''الأسئلة'' قصة قصيرة/العملاق ''محمد الطايع''

..الأسئلة 

..قصة قصيرة


ماذا؟ ماذا قلت؟ تحبينني؟ هل قلت أنك تحبينني؟ هل قلت ذلك فعلا؟ هل أبدو لك مغفلا؟ لماذا تعتقدين أنني كذلك؟ ألم تسمعي بحكايتي الأخيرة؟ أليست حكاية غريبة؟ أم تراها مجرد حكاية عادية؟ إلى أي حد تفكرين أن الأمور تجري ببساطة؟ وحتى متى تحاولين تبسيط الأمور؟ لماذا لم تسألي عما حدث لي قبل أن تقتربي مني إلى هذا الحد؟ أم أنك لا ترين نفعا في السؤال؟

هل أنت مع تلك المخادعة التي دمرتني؟ أم أنك تنظرين إلي بعين الشفقة؟ لماذا تحاولين التقرب مني؟ أمن المعقول أن أصدق أنك تنوين التخفيف عني؟ هل أُعجبك؟ أم أن كتاباتي أوهمتك أني بطل؟ أحقا أنا وأنت صادقان؟ أتعشق النساء الأبطالَ فعلا؟ وهل يصلح تافه مثلي لتأدية دور بطل؟ ألم تري كم أنا بائس ومبعثر؟ ماذا لو أخبرتك عن مدى بشاعتي؟ هل ستستمرين في ادعاء الحب بعد ذلك؟ ماهو الحب في رأيك؟ إعجاب؟ شفقة؟ ميل جسدي؟ نزوة؟ مسؤولية؟ أم مجرد قصة مسلية نحكيها لأصدقائنا بعد نهايتها؟ أليست كل قصص الحب تنتهي بفراق؟ من قال أن العشاق بعد فراقهم لايفكرون في علاقات جديدة؟ أم أنك من الذين يصدقون خرافات الوفاء والتباكي على الأطلال؟ 

ألم تصدقي خبر وقوفي في المحكمة؟ أمن المعقول أنك تستبعدين أن أكون متهما؟ ما الذي تريدين إقناعي به؟ تحسبينني ملاكا؟ فهل أنا ملاك؟ وهل أعطيت الدليل على أنني بشر قبل أن أرتقي لمرتبة ملك؟ أليست الإنسانية أعظم مرتبة يصلها الإنسان؟ ألم تفكري أنه من الممكن أن أكون مذنبا فعلا؟ أم أنهم لم يخبروك بأنني كنت أحاكم بتهمة الإساءة لوالدي؟ أينا الظالم في رأيك؟ أنا أم والدي؟ هل تعلمين أنه من الممكن أن يتصف الآباء بصفة العقوق تجاه أبنائهم؟ أم أن الوالد مقدس؟ أليس في تأليه الأبوين شرك بالله؟ ألم ينهنا الله عن اتباع الوالدين إن خالفت أوامِرهما أوامِره؟ 

هل سبق لك التواجد في محكمة؟ هل حاكموك يوما بأية تهمة؟ ألم يلقي رجال الشرطة القبض على أحد أقربائك يوما؟ أم أنك لم ترافقيه إلى المحكمة؟ ألا ترين أن المتهم يحتاج لمؤازرة الأهل والأقارب؟ من تظنين كان في مؤازرتي يومها؟ هل يخطر ببالك أن ثمة في هذا المجتمع من يجرؤ على مؤازرة ابن ضد أبيه؟ ماظنك بشخص وجد نفسه ذات يوم عدوا للجميع؟ أين الذين يرفعون أصواتهم بالعدل؟ متى تكون أفعالهم ومواقفهم مطابقة لأقوالهم؟ ألست على علم بما يحدث في هذه الأرض من فظائع؟ أم أنك عشت حياة طيبة جدا وهادئة؟ 

ألا ترين أن غالبية الإناث يصورن أنفسهن عكس حقيقتهن؟ لماذا تحاول الواحدة منهن أن تقنعك أنها عاشت في الجنة؟ ألا يجوز أنها خطة خبيثة ولعينة؟ ألا يمكن أنها تفعل ذلك لكي تضع حاضرك المهزوز في مقارنة مع ماض مثالي؟ هل توافقينني في هذا الزعم؟ أم أنك تعتقدين أنني مريض بالشك؟ لماذا لا أشك فيك أنت أيضا؟ أليس من الوارد أن تكوني نصابة أو مجرد تافهة؟ ماذا لو أنك تفكرين عكس ما أفكر تماما؟ ماذا لو أنك تعتقدين أنه ليس من حق الرجل أن يشك في تصرفات زوجته؟ ألا يجوز أن ادعاءاتك هذه محض كذب؟ أم أنك تنفين وجود نساء مخادعات في هذا العالم ؟ ماذا تظنين؟ لماذا أنت صامتة؟ هل خططتِ لهذا أيضا؟ ألم تقولي مع نفسك سوف أتركه يعترف على نفسه بنفسه؟ ما الذي تخططين له؟ هل تفكرين بأنني أحمق؟ أليس في نظراتي لمعة جنون؟ 

أين كنتُ أنا بالأمس؟ في أية متاهة كنت؟ ومع من كنتُ بالضبط؟ هل راودتك مثل هذه الأسئلة بشأني؟ ما الذي يخطر ببالك حين تتصلين بي ولا أرد عليك؟ لماذا لاتخبرينني بما تظنينه وتعتقدينه؟ مابك تتظاهرين أنك مطمئنة؟ أم تراك تعلمين الغيب؟ هل سألت عني إحدى العرافات؟ أم اكتفيت بقراءة طالعك على صفحة الأبراج التافهة؟ ما الذي يخطر ببالك بالتحديد؟ أنني حزين هذه الأيام؟ ألم تتوقعي أن في حياتي أشياء كثيرة أخفيها عنك؟ أم أنك تؤجلين السؤال عنها إلى مابعد ارتباطنا؟ كيف تغامرين بالدخول في علاقة غير مضمونة؟ كيف لم يخطر ببالك أنني أفسر تلقائيتك تصنعا؟ 

ما الذي يمكنك قوله بشأن رجل عاش حياتا خرابا؟ هل تفهمين معنى أن تكون حياتك خرابا؟ وهل تشعرين بمدى قسوة الواقع حين لايحقق أحلامك؟ أم أنك من الذين يقولون أن كل الأمور بخير والحمد لله؟ هل أنت مع الفكرة التي تقول زعما أن الآمال العظيمة يمكن التنازل عنها؟ أم ترين الأحلام البسيطة وحدها تكفي؟ وهل تتحقق الأحلام على بساطتها؟ أية أحلام تحققت لك أنت؟ كيف خطر لك أن الوقوع في الحب حلم رائع إن تحقق؟

هل أنت ساذجة؟ ألا ترين مانعيشه من ظلم واستعباد؟ ألا تسمعين مايقوله الناس؟ ألا تصدمين مما يكتبونه؟ أي أهداف يمكنها أن تتحقق لنا في هذا الزمن؟ مارأيك في السعادة؟ السعادة نسبية أم أنها وهم؟ أم هي كذبة شائعة؟ ما ظنك بمن يرى السعادة مرتبطة بالحرية؟ هل نحن أحرار؟ أين الحرية؟ أين الحرية؟ أين الكرامة؟ ماقيمة حرية بلا كرامة؟ وهل يمكن أن ندعي وجود كرامة بلا حرية؟

 إلى أين نحن سائرون؟ هل تعرفين الجواب؟ أم أنك لا تبالين بمثل هذه الاسئلة؟ ألا تراودك الشكوك فيما نحن عليه؟ هل تصدقين الوعود؟ أم أنك ممن لا يناقشون ما يسمعونه؟ ما قيمة التاريخ؟ مانفع الفلسفة؟ وما الغرض من الكتابة؟ لماذا نكتب؟ لماذا أكتب لك هذه السطور؟ هل تقرئينها؟ ما الذي تلاحظين في هذا النص؟ 

لم لاتجيبين؟ مانفع القراءة؟ هل أنت معي؟ 

أم أنك غائبة؟

محمد الطايع 

طنجة/ 11/ 06/ 2020


8‏/6‏/2020

من رجل وسخ الى سيدة نظيفة.. قصة قصيرة للعملاق ''محمد الطايع''

..من رجل وسخ الى سيدة نظيفة

سيدتي ، نزولا عند طلب أحد الأصدقاء ، أكتب لك هذا النص والذي لايمت بصلة إلي ، وذاك أن صديقي يدعي أنكما كنتما على علاقة ، ولا أصدق ذلك ، فأنت ماشاء الله سيدة راقية ، أنيقة ومن طبقة اجتماعية محترمة ، وهو ليس سوى واحد من الرعاع ، المهم لست أدري ما الذي حدث بينكما تحديدا ، لكن الرجل قال أنه يحب كتاباتي ، ولأنه لايجيد الكتابة ، فقد أصر على أن أخبرك هكذا و دون مقدمات ، أنه قبل انتشار الوباء العالمي لم يكن يغسل وجهه إلا مرة في الأسبوع ، أما طريقة الغسل الشرعية التي يعتمدها المسلمون لإزالة الجنابة ، فإنه لم يجربها منذ سبع وعشرين عاما ، أي منذ كان يصلي ، وبالنسبة للمعطف ، فإنه يشتري واحدا كل ثلاث سنوات ولا يخلعه إلا بعدما يشتري آخر ، المايوهات والفانيلات والجوارب يلبسها شهرا كاملا ، فلا يخلعها إلا أراد الاستحمام ، ثم يعود ويلبسها ، وفي أول الشهر الموالي حين يشتري أخرى ، يرمي السابقة في القمامة ، والدليل أنه حين كان يسافر لم تكوني لترينه يحمل حقيبة

ومع ذلك ( يقول ) أنك لم تشمي أية رائحة كريهة تنبعث منه ، يا سبحان الله ، لاينقصه الا ادعاء النبوءة ، قال لي : ذكرها باللحظات التي كانت تحتضنني خلالها عند لقاءاتنا العابرة ، واسألها هل لاحظت بأني يمكن أن أسبب  كراهة ؟ ! حتى أنها كادت تبكي من فرط رغبتها في الالتصاق بي عاما كاملا ، ثم أضاف قائلا : أن رائحة عرقه طيبة مثل رائحة التراب حين تبلله أولى قطرات المطر ، وأن إحدى بائعات الهوى الجميلات قال أنها قالت : أن رائحة عرقه مثيرة مثل عطر رجولي نادر 

قال صديقي المخبول وهذا أمر لا أستبعده : أنه في جل أيامه السابقة قبل واقعة الوباء كان يكتفي بوجبة ( بيصارة ) في أي مطعم شعبي من أحياء طنجة كلما غلبه الجوع ، وحتى إن صادف وأكل طعاما شهيا فهو في العادة يكتفي بصنف واحد ، لايمكنه إطلاقا أن يغرف لقمته من صحنين في نفس الوقت ، وإذا حدث وسقطت قطعة خبز من يده على أرضية المطعم التي تعاقبت عليها أحذية العمال البؤساء ،  يلتقطها ويأكلها دون أن يشعر بأي نفور  ، هذا و كم صادف حاجته لشرب الماء ، أن درويشا قد  سبقه إلى الكوب ، حيث لامفر من رؤية مخاط أنف المشرد و شعر لحيته و لعابه قد امتزجوا بالماء ، فكان يشرب من بعده مباشرة من نفس الآنية وأحيانا ينسى البسملة

أما الكأس الوحيدة التي كانت توجد فوق مائدته الوسخة في بيته الشبيه بالقبو ، فإنه لم يكن يغسلها إطلاقا وقد يصب فيها اليوم شايا وفي غد قهوة وفي اليوم الذي يليه حليبا ، وذاك أنه ظل يعتقد أن السوائل الجديدة تغسل بقايا السوائل السابقة وهكذا ، وتلك المقلاة التي يعد فيها البيض وبعض الوجبات الخفيفة ، لاتلامس الماء الا بمعدل مرة في السنة ، كما أنه لا ينفض الغبار عن فراشه ، وأحيانا ينام عليه دون أن يخلع حذائه ، هذا وكان  طوال سنوات عمله في الميناء يحمل روث الكلاب بيديه العاريتين ، وينظف جحورها برؤوس اصابعه المجردة ، وكثيرا ما أكل مع الكلب من نفس الوعاء

ومن غريب ما أخبرني به وأصر على أن أنقله إليك رغم اعتراضي الشديد ، أنه حين يغلبه النوم لا يحتاج في العادة إلى سرير ، يكفي أن يغمض عينيه ثم يقف في مكانه طوال الليل حتى الصباح دون أن يستند ولو إلى جدار ، وقد لا ينام ثلاثة ليال متتالية ، وحين سألته ما الغاية من كل هذا ؟ ولماذا تريد إخبارها به ؟ قال أنه كان يتمنى من أعماق قلبه الطيب أن يمارس معك الجنس ليلة كاملة ، لكي تتأكدي أن الفحولة ليست في حاجة إلى أطعمة باهضة الثمن ، وأن الرجل حين يبلغ الاربعين لايتحول إلى خنثى ، أخبرني مع لمعة أسى وحزن في عينيه أنه كان يتخيلك معه فيستثار ويطلب من الله أن يمنحنه فرصة مضاجعتك على نهج السنة الكريمة ، حيث ستتأكدين بنفسك أنه ليس ذلك البدائي الذي يقع على امرأته كما تقع ذكور البهائم على إناثها ، وذاك أنه برغم شكل حياته البوهيمي رجل رقيق الإحساس ، رومانسي ويعرف ما الذي تحبه النساء في الرجال وما الذي تبحث عنه الرغبة المؤنثة في الجسد الذكوري ، وهو يخبرني بكل هذا أدركت أن الرجل أحمق بشكل رسمي ، لكن ومن باب الأمانة وحفاظا على الوعد الذي قطعته له ، ها أنذا أنقل لكم كلامه كما فاه به واجري وأجركم على الله 

المهم سيدتي ، وفي ختام هذه الرسالة الحمقاء ، اقول نزولا عند رغبته ، أنه بعد زوال غمة الوباء إن شاء الله ، يتمنى أن يكون قد تعلم الكثير عن النظافة ، قال أخبرها ، أنني إذا قدر الله ونجوت من خطر التعرض للفيروس ، سوف اكون شخصا آخر ، كيف ذلك سيدتي ؟ سألته فأكد لي أنه ومنذ فرض الحجر الصحي ، أصبح يغتسل مرة في اليوم ، ويتناول أطعمة شهية مختلفة ، هذا وقد تخلص من جميع ملابسه الرثة وابتاع أخرى جديدة ، كما قام بتغيير محل سكنه الوضيع ، و للإشارة هذا المسكن الجديد بالغ النظافة و معطر ، كما أن اواني المطبخ معقمة وعلب التوابل و الفواكه والخضر محفوظة في ركن امين بعيد عن الغبار والبلل

لم يكتف صاحبنا بالحديث عن حلق وجهه كل صباح ، فلقد أضاف أنه تطوع أخيرا وقام بحلق شعر عانته وإبطيه ، ثم اغتسل على الطريقة الشرعية ، وصلى لربه لأول مرة منذ سنوات طويلة

لست أدري سيدتي ، لم أفهم الغاية من وراء ثرثرته هذه وحديثه عن نفسه ، لكنني شردت بذهني طويلا ربما لأني تأثرت بكلامه حين قال : أخبرها أنني في الماضي كنت أخاف كثيرا من الموت ، وأنا على تلك الحالة التي لاتختلف عن حالة الكلب ، كنت أخاف من لقاء ربي دون صلاة ، وأخجل لمجرد التفكير في الشخص الذي سيقوم بغسلي قبل الدفن وهو يطلع على قذارتي الجسدية ، الآن أنا مرتاح جدا ، أعتقد أن هذا الوباء إن لم يتركني لأحيا ، فإنه على الاقل منحني فرصة طيبة لكي أموت نظيفا

انتهى كلام صديقي ، والآن ، أقول سيدتي ، ألف شكر لك على تكبدك عناء قراءة هذا النص ، والذي لايمت إلي بصلة كما أخبرتك في بدايته ، أرجو أنك لست ممن يقومون بإسقاط أي نص يقرؤونه على شخص كاتبه ، لأنني أنا محمد الطايع كما تعرفين ، كنت نظيفا جدا ومنذ البداية ، والحمد لله ، هؤلاء نحن معشر عشاق الكتابة ، يحدث أحيانا وبتواضع منا أن نعير أقلامنا ، للذين يخجلون من الحديث عن أنفسهم 
مباشرة
     تحياتي لك .. أيتها المحترمة                          
          

25‏/4‏/2020

قصيدة ''رمضان'' - الشاعرة ''مريم الراشدي''

''رمضان''
ر
رونق دين الإسلام وتاجه
رحمة من الله وما نحتاجه
رفعة العبد والصوم يؤججه
رافع الكفين والدعاء يدججه 


م
منار الهدى والفرقان فنار
ملء الدنيا والدجى منبره
ما فاز إلا من البيناتُ تأمره
مطيع الرحمن يأتي فتنصره

ض
ضاق صدر العبد بالخطايا
ضحك منها إذ العفو عطايا
ضُرِحت بالاستغفار سخايا
ضج بالبكاء بصدق النوايا

ا
أما نال العبد الجنة رُقيا
أمانه الشهادتان، لا شقيا
أمَا طبق الحسنات شهيا
أليس ثلاث عشرات زكيا

ن
نبعُ الخير فيه وأنهار الجنان
نسائم الرحمة من يد المنان
نجزى طيب المقاصد الحسان
نفوز الفوز العظيم أيها الإنسان

مريم الراشدي

من روائع الشعر العمودي، قصيدة ''رمضان'' للشاعر ''عمر الشاعر''

(رمضان(بحر الرمل

شهر خير قد أتى بالمدد
نفحه طيب،  سرى في الأمد

إنما الصوم سرور  للورى
فاغتنم منه كثيرا واسعد

وانشر الحب وبادر حيثما
كنت موجودا وأكرم بيد

وابتسم  للناس في الوجه  وكن
سالما من  كذب أو حسد

رمضان العفو عند الله ذا
شهر صبر يرتجى بالجَلَد

هو للنفس طهور من شرور
وبه صفو الحجا   والجسد

فاقترب لله طوعا وارتق
رتل القرآن دوما واسجد

عمر الشاعر أبومحمد

23‏/4‏/2020

سمراء / الشاعر ''عبد الرحمان بوطيب''

*سمراء*
"شظايا كحلية... وترتعش حروف قصيدة"

1/ في البدء كنا
كانت ليالينا ترحل في أحضان السماء،
أنت أنت السمراء
بهاء يغار منه البهاء
3/ في العطف تهنا
صارت ليالينا تتيه في أغوار الفناء
أنت أنت السمراء
شقاء يغار منه الشقاء
3/ في الجب ضعنا
أضحت ليالينا تنزوي في أبراج العناء
أنت أنت السمراء
عناء يغار منه العناء
4/ حبيبتي
سمرائي الصغيرة
أميرتي، وردتي الكحلية
هذي الدروب ما هي الدروب إلينا تسير
هذي الأيكة ما هي الأيكة إلى الظل منا تفيء
هذي الحكايات كانت تحكيها جدتي في الكهف القديم لصغيرتي أنت النائمة ما هي الحكايات تروي سيرة الفارس الأخير
رحل النهار
ضاعت الأحلام
تكسرت الأقلام
وهذي القصيدة هي الحزينة
لا أرى غير بِحارٍ في أمواج بِحار
تاه السفين
ما تجري الآن رياح بشراعِ بحّار
إلى أين يا صغيرتي السمراء هذا المسار؟
وكنت تهربين
تتراقصين
تنشدين مواويل عشق سرمدي لفارس رحل غاب منذ ملايين السنين
وكنت تغزلين من الشرود آيات تشدو برماد الحنين
ها أنت اليوم في الحنين إلى الساحات الروابي القمم الناعسة على خد الهوى تغرقين
وأنا المجنون
أنا الشظايا تتكسر على سواقي الحروف وما هي الحروف
حبيبتي
كحليتي
نائمتي
أما لأطفال يعزفون على نايات الجنون إلى ترحلين؟
سلاماً
هو الحب عذاب
وتبقى السمراء أنت لحن شاعر ضليل
ما له غير قلب حزين
"عبد الرحمن بوطيب"
المغرب: 2020/4/10

22‏/4‏/2020

مسرحية شعرية بعنوان ''سيدتي الملكة'' / الشاعر ''مراد دروزي''

سيدتي الملكة 

                                  مراد دروزي

الحاجب : سيدتي
               صاحبة الجلالة
                .........و البأس و المهابة 
              الناس................ على بابك صفوف
الملكة :    حسنا..................... لنبدأ بالضيوف
الحاجب:  تقدم سيدي ..عرف بنفسك
الطبيب:   انا الطبيب ....لك سيدتي  معارض
.              ...   و...لسلوكك.... مشاكس مناهض
الملكة. :   لماذا على انفك واق و كمامة
                    .............  ام من لقائي معيوف
الطبيب. : سيدتي ..لقد انتصرت
             و..................ليتك عفوت
                      و انت ذات بأس... ...معروف
الحاجب : ليدخل الثاني ...من انت
الصانع :    السلام على سيدتي
              و سيدة كل من هم من طينتي
              اغلقت المصانع كما عرفت
             و فشلت....امام جبروتك ..حيلتي
              ..............فقد قست علي الظروف
الملكة.  (   في عنفوان تضحك )
            اذن ............الي بمن يليه
             فالذي فيه .................. يكفيه
             ...................ان كلامهم كلهم مألوف
الحاجب :  تعالى ايها الثالث...الهلوع
التاجر.   :  سيدة الارض
               اعفني من الركوع
               الكل امامك.....في خشوع
              جفت الموارد....و سيجوع من يجوع
              ....فجبروتك سيدتي.....بالقوة محفوف
الملكة.  :  (تحسن وضع تاجها )
              و اين الذهب المكدس
              كلوه......فهو عفن .....مدنس
              يكسوه الغبار ...و الغبن.....في الرفوف
الحاجب : تقدم ايها .....الانيق
الاستاذ.  : سيدتي
               .ذات الصولة  المبشورة
                راسمالي..... اقلام و طبشورة
               و ميداني........... دفاتر و سبورة
                ممر للعلم و المعرفة....رغم الظروف
الملكة. :   تفضل
              يا من كدت ان تكون رسول
الحاجب : اين ذهب الساسة
              و اهل القيادة و الفراسة
الملكة.   : هل هذا كل ما لديك
الحاحب : لقد اختفى المغنون
              و اصحاب الزردة الغاوون
الملكة.   : ها ها ها ... انا الملكة
               المتوجة المجنونة
             على كل حال ليس عندي كباب و ملفوف
الطبيب : سيدتي ...
              هناك من رعيتك ..الضعيف
              من ليس له رغيف ........ و قلبك الرؤوف
الملكة  :   مسكين انت و الاستاذ
              نتفوا ريشكم
              و فرضوا عليكم الكساد
             لكنني هنا لاعمل عملي .....كالمعتاد
              سلطت سيفي....فمن لحقه...كان المباد
             و لن يقف امامي مال او جاه  الاسياد
             تلك ايام يداولها الله بين العباد
             انا هنا لاطهر البلاد
             اغلقت حاناتكم و نوادي الاوغاد
            افرغت تجمعات الفسق و الفساد
             الزمتكم البيوت تربون الاولاد
            انا الموت .. اين العتاة الافذاذ 
             سامضي بعد  حين 
             بعد ان يشتاق الانسان
             مشرق الشمس...و الاديان
             و يصبح قلبه بالملك الديان...هو الشغوف
الاستاذ:  انت بالحق ناطقة
             و حجتك بالحكمة صادقة
             فلزمان  دورات غادرة.   و للدهر  صروف
الحاجب: سيدتي ...المبجلة
             امنا الارض تريد جلسة مستعجلة
             الحمام في اجوائها و العنادل مغردة تطوف
الملكة. ؛:  تدخل امنا الحبيبة
              اوقدوا الشموع ...و اضربوا لها الدفوف
الارض.  :  سلام بيعة و تقدير
              و حب و احترام  كبير
             لقد صفا جوي و تلألت مياه الغدير
             و هدأت البلابل و القتل و اغمدت السيوف
          و المساجد في شوق لكل المصلين
            و الى التقي التائب...لهفة للقرأن و الحروف
الملكة :  انظروا  الى الطرقات النظيفة
             بالماء و الصابون و الكلمات اللطيفة
             سكينة و رخاء  و هناء .......و نعومة صوف
الصانع :   و من قضى سيدتي
            ومات. انهم في العداد....... بعشرات  الالوف
الملكة. :   تلك اجالهم....لها .يمتثلون
            و لا يتأخرون ساعة و لا يستقدمون
            انا اذكّرُ من له لب حي و بيت علم مسقوف
            الم احقق لكم المساواة 
            رغم . ....ما ترونه من مأساة
            الم تروا الحب و التضامن بين كل الفئات
            عدالة سيسمع عنها الاصم
....        و سيرى اشواطها و سيقرأ ملاحمها المكفوف
            دقت الاجراس و رفع الآذان
            و خشعت القلوب الصلبة لكل الناس..بالمعروف
الاستاذ: هل تسمحين لي بالكلام
            اود اخبارك  في هذا المقام
            ان حاشيتك  اكثرت الظلم و الانتقام
             كم خلفوا  من المآسي و الفقر و الايتام
             و اذا شئت ان تتاكدي فهم امام بابك الان وقوف
الملكة  :الي بالفقر و الرحمة
الحاحب : امرك مطاع...سيدتي
            الفقر و الرحمة. ...هل انتما حاضران
الفقر.  :   السلام عليك سيدتي عالية المقام
             التي عرت عن كل الاسقام
             و كشفت  عن الحرح و اسرارا كانت في الكهوف
الملكة. :   بلغني عنك ان الناس لحقهم منك اذى
              فمن من جنودك  عليهم جار واعتدى
               ام انت و مساعدك بمآسي الاخرين شغوف
الفقر.  :  لست انا موزع الثروات 
            و  منع عن الناس  الخيرات
            عندما حللت .........وجدت عدة آفات
             جهل و تدافع و كراهية جعلتهم للموت قطوف 
            لكن سيدتي ..نحن قطب سالب
            فهناك قطب موجب يثقل فعلي في الغالب
           كثر الخير و صفت القلوب و اغمدت المخالب
          و اصبح الفظ غليظ القلب...كريما ....شهما و عطوف
الحاجب : سيدتي ...الملكة
               ...الرحمة امام الباب
                 ............يبدو ان لديها عتاب 
الملكة : قل لها  لا مكان لك عندها
           حرضت الرعية و عبأت الناس ضدها
           و الملكة ترفضك  و هي لديها عنك..... ....عزوف 

               

٠

رقصة تمتمات / الشاعر ''بوعلام حمدوني''

رقصة تمتمات

تمتمات أمواج
الاشتياق
..تترامى
على كوة الحلم
كرذاذ هارب
..من زفرات
تراقص تمتمات
واهية الرعشات
..حروف نوبات
عاشقة
لوميض القمر
تطل من بين خصلات
 ،الشوق
  ترتقب عناق اللقاء
   على صوفية الفجر
 ،أبجدية الحنين
نسيت ذاك القلب
 يعبر كوة الذكرى
و مراسيم التناهيد
..تراقص نوتات
الزفرات
..على هامش
،الحروف
 .تحت جذع الغياب
..بعيد ذاك
الحلم الغافي
بين أزقة
،مدينة الكلام
 كحبيب مشاكس
يمتطي أجنحة
،هذيان الرضاب
..مغرم بيمامة
.من ضباب

''بوعلام حمدوني''


قصيدة شعرية للشاعر ''يوسف بايو''


استوطن
الهوى 
ربوع الروح
رفع  راية
العشق
فوق قمم
القلب
جند الأشواق 
لغزو الضلوع
فدق الطبول 
معلنا
الحب
و استحيا 
النظرات
من خلف قضبان
الرموش
في قلعة العيون
وأسر  الفؤاد
في سجون 
الأشجان.. بقيود
الذهب

''يوسف بايو''

28‏/5‏/2018

سَمْعَِاتْني كْلامْ ما بْحَالو كْلامْ
حِيت  قابلْتْها
وَانا غارق في لَحْلامْ
نْزَل  على  صَدري
بحال  رحمة  ربِّي

كَتْوشوشْ  لي في  وَذْني
وَشوشاتْ .. مْعَ الشَّطحات
غْناها  طْرَبني..
دَاوَا  عْذابي..

كَتَهْديني  قُبْلات
بطعم الوَحْشْ فْ ظْلام
دَفَّاتْني .. سَكْراتني..
خَلاَّت ضْلوعي كَتغزلْ
رَعْشات .. فْ  قلبي

طَيْحَتني  ف  عشقها
دَوْخَتني بْهاد لْحَلماتْ
السَّهرَة  طَوْلات
لْكلام  حْلو
والسْما قَرْبات
لَسْحابي

قَطرة  وْرا  قَطرة
وَلْعين  ليها نَظْراتْ
ذَوَّب ْ لَحْجَرْ
وَتشقَّقْ صْخَرْ عْويناتْ
تَرْوي جُوفي
هِي شْرابي

خالد بن مبارك خداد250518

23‏/5‏/2018

موسم اللدغ / الشاعر الفيلسوف ''همون بوسهال''

------ موسم اللدغ--------
لُدغت من الجحر
فيا عجبا كيف أُلدغ مرتين!!؟؟
طُعنت من الخلف
ظننت وقع الطعنة قبلتين
رُزئت في العمر
والعمرلحظة او لحظتين
...................................
فُتنت في دنياي
طريقي شوك وأنا حافي القدمين
كحلت عيناي
في دربي شعاع وأنا مُفقأُ العينين
نُفيت من مأواي
آه يا قبري بيني وبينك خطوتين
......................................
تُمتص دمائي
قلبي حبات قمح تنقرها الكواسرُ
تُعمق جراحي
صدري ساحات هزائم وخسائرُ
تُؤجل أحلامي
حول عنقي تضيق لفائف ودوائرُ
تحتضر كلماتي
لا خير في زمن تُقلم فيه الأظافرُ
أُرتب نكباتي
فأُمني التعيسة نفسي بعز ومفاخرُ

همون بوسهال ماي2018

الزقاق الضيق / ''محمد الفركاني''

الزّقاق الضّيق

في الزّقاق الضّيق الذي يسكنني منذ الطفولة شخصيات متناقضة تناقض المدينة التي ترعرعت فيها لا يوحد هذه الشخصيات سوى هذا الحي البئيس في كل شيء وهذا الزقاق الطويل رغم ضيقه يتّسع لهم جميعاً.
فهذا الذي لم تطأ قدمه قط كُتَّاباً أو مدرسة أطلق للحيته العنان ولبس كالأفغان وظن أنه بهذا صار من العارفين بالدين وهو كشريحة ذاكرة شحنها صاحبها بما يريد لغرض في نفسه وعندما يقرّر اتلافها يصبح صاحبنا في خبر كان
وهذا بقّال الحي تخرّجَ من الإبتدائية ولكثرة فراغه يطالع الصحف والمجلات باستمرار يطوِّع محتوياتها حسب معرفته الشخصية فتخضع لفكره وتأويلاته وصار ينتقد المفكرين والعلماء والسياسين وكأنه واحد منهم .
وهذا صاحب المطعم الشعبي لو قُدِّرَ لك مجالسته حكى عن زبائن لهم وزنهم يترددون على محله لا يسكنون إلا في مخيّلته من كثرة تدخين القنب الهندي المغشوش.
أما مثقفو الزقاق فنجد طبيبا و ممرضا واستاذا و معلما وموظفا بالمالية وآخر في البريد وجيشا من المعطّلين يتدبرون أمورهم في مهن موسمية كل حسب ميوله الخاصة  لكنّهم قليلو الكلام لأن المجتمع ينبذ المعرفة والعارفين ويقدس أصحاب السلطة والملايين . لكن لو جمعك القدر بهم في حفل زفاف أو عقيقة أو في موسم من المواسم انبهرت بقيمهم و أسلوبهم في الحياة فعلى اختلاف مشاربهم من إسلامي و يساري وليبرالي يجمعهم قاسم مشترك يتجلى في توحدهم في القيم الكونية من حرية المعتقد إلى العدالة الاجتماعية والمساواة ...الخ هذه الأخيرة تجعلك تنجذب إلى عالمهم دون استئذان .
وعلى مرّ السنين بقي الحي يجمع كل هؤلاء يحضنهم كأب حنون لا يفرط في أي من فلذة كبده .
وتستمر الحياة.....

        

في محاكاة الرسم والشعر / المبدع ''عبد الله اتهومي''

11 ° في محاكاة، الرسم والشعر 
*** 
في عين العاصفة
***
قراءتي للوحة الفنية للفنان التشكيلي اللبناني ياسر الديراني، Yasser Dirani:

شامخة، بوقوف أسوار نصر
مبنية، بمتانة صمود نقش حجر
ما بين خطوط في حالة تفجر 
فوق الأرز الشجر
في البر 
في البحر 
بين النهر
ما قدرت عليها غطرسة جيش قهر
من عيش مشترك، قوة سر 
من اختلافات طرح حر
لإضاءت توجه نصر 
***
عبد الله اتهومي في الدار البيضاء في 21 ماي 2018 المغرب

*** لوحة الفنان ياسر الديراني ***                  

من وحي رمضان / الأديب ''محمد بوعمران''

*****من وحي رمضان---5---******

بعد اداء صلاة العشاء تجمع افراد الاسرة في الحجرة الكبيرة بالمنزل ...جلس الاب في صدر الحجرة وامامه مائدة الشاي -الصينية- المصنوعة من النحاس عليها كؤوس مزركشة بنقوش مذهبة وفي صينية اصغر حجما علب فضية بها مستلزمات احضار الشاي من حبوب الشاي والسكر والنعناع واعشاب منسمة اخرى ...
اخد الاب يحضر المشروب الساخن والابناء يتابعون حركاته وهو منهمك في العمل ...كان الهدوء التام يسود المنزل ولا يسمع الا خرير السائل وهو يتدفق من البراد في الكؤوس المذهبة ...
في زاوية من الحجرة يظهر صندوق خشبي مغطى بمنديل مطرز يخرج من جانبه سلك سميك اسود موصول بالجدار ...يامر الاب الزوجة باعطاء الكلمة لهذا الصندوق كي يكسر الصمت ويرفه على الابناء...تزيح المنديل ...تضغط على زر من ازراره ...
ينبعت من المدياع الكبير صوت المديعة وهي تعلن بداية عرض حلقة جديدة من المسلسل الاداعي الدائع الصيت "الازلية."..
كان الكل يستمتع باحداث المسلسل ويرسم في مخيلته صورا لابطاله واحداثه كما يشاء ...وهم يرتشفون كؤوس الشاي المنعنع في صمت ...لياجلوا التعليق بعد انتهاء الحلقة ليستمر السمر الرمضاني في جو عائلي دافئ....

********محمد بوعمران /مراكش*********

12‏/5‏/2018

الْهَيتْ
***
هَيَّتْ يَا هَيَّاتْ
هَيَّتْ ؤُزِيدْ هَيّتْ
بَرَّد جْنُونِي
سَرَّحْ سْجُونِي
فَرَّجْ غْمُومْ نَّاسْ
...
هَيَّتْ يَا هَيَّاتْ
هَيَّتْ ؤُزِيدْ هَيّتْ
نَشَّطْ لْخَيَّلَاتْ
تْحَرّكْ سَرْبَاتْ
نْقُصْ عْلِينَا لْبَاسْ
...
هَيَّتْ يَا هَيَّاتْ
هَيَّتْ ؤُزِيدْ هَيّتْ
عْطِينِي بَنْدِيرْ
مْعَكْ نْسِيرْ
اِتْحَيَّدْ مَنِّي لْوَسْوَاسْ
...
هَيَّتْ يَا هَيَّاتْ
هَيَّتْ ؤُزِيدْ هَيّتْ
لْقُوتْ غْلَا
لَفْقِيرْ شْكَا
فُكْ عْلِينَا لَهْوَاسْ
...
هَيَّتْ يَا هَيَّاتْ
هَيَّتْ ؤُزِيدْ هَيّتْ
دَاوِي لَجْرَاحْ
گُولْ لْبَرَّاحْ
اِفَيَّقْ دُوكْ نَعَّاسْ
...

هَيَّتْ يَا هَيَّاتْ
هَيَّتْ ؤُزِيدْ هَيّتْ
بْنَادَمْ مَسْكُونْ
لْحَاكَمْ مَشْطُونْ
هَمُّو شَفْرَة ؤُلْكَاسْ
...
هَيَّتْ يَا هَيَّاتْ
هَيَّتْ ؤُزِيدْ هَيّتْ
لْمُلكْ ضَاعْ
لْمَرْهُونْ تْبَاعْ
زْفُوطْ لْغَامَلْ طْمَاسْ
...
هَيَّتْ يَا هَيَّاتْ
هَيَّتْ ؤُزِيدْ هَيّتْ
سَخَّنْ طَرحْ
لْمَيَّتْ يَشْطَحْ
تَرْتَاحْ شْوِيَّة لَنْفَاسْ
...
هَيَّتْ يَا هَيَّاتْ
هَيَّتْ ؤُزِيدْ هَيّتْ
كّتْرُو لَبْلَوَاتْ
صْحَابْ شَهَادَاتْ
قْرَايْتْهُمْ بْلَا سَاسْ
...
هَيَّتْ يَا هَيَّاتْ
هَيَّتْ ؤُزِيدْ هَيّتْ
حْنَا لَمْدَاوِيخْ
صْحَابْ تَكْلِيخْ
وْصَفْنَا بِهْ نْتَقَاسْ
...
شعيب صالح المدكوري
تامسنة 05.05.2018

28‏/4‏/2018

بيوت بدون جدران

1 قميص الرحلة
قدم
تبحث
عن جسد
جسد
من غبار

2 إملاق
تتراقص بنات الوديان
على هلال الجوع
والأكواخ
ضيعة الشمس العارية

3 حلم
كنا
أنا وأنت
مشينا على أسوار الليل
لنقرأ لغة الضوء

4 ظل
طيف منفرد
ينغمس في روح الشمس
يرافق الطريق

5 عزلة
وحده قمر الحقول
يبكي مع الشتاء

6 لقاء
أراك
حين يسبح
في حوض عينيك
ضوء الشروق

7وداع
متى انفصلنا
تقولين آسفة
وتعود
اللحظة
الغامضة على جفنيك

8 غائبة
لعلها تكون
ولا ترى
في لمحة أسيرة


ذ  بياض احمد/المغرب/

سباحة في بحر الجمال...دراسة تحليلية لقصيدة الشاعر محمد الطايع
تقديم للنص:(سميته:هل تسمع صوتي)
إذا كان النقد عملية أدبية محضة تستهدف مختلفات الأعمال الأدبية على الساحة الفكرية بين النخبة...فإن قواعده و أسسه شابها بعض من النمطية في أسلوب تناول النصوص الجيدة لإظهار مواطن الجودة فيها وإبراز قدرة الأديب على التفاعل مع محيطه إيجابا...فساد التحليل النقدي لتطغى من خلاله عمليات التفسير و المساءلة تدخلت فيها العوامل الذاتية للناقد باعتباره شريك المبدع من خلال عملية اشهار النص المنقود و ضمان فرص ترويجه على أوسع نطاق من خلال الثناء و المدح و تتبع كل ما يروم استمالة المتلقي لاستحسانه...
النص الجيد يطرح جيدا من الأصل و المصدر..و عوامل جودته يشهد عليها المتلقي أولا حينما يتمكن من الاعجاب به من أول وهلة و من أول قراءة ...هي ظاهرة جلية لا تحتاج لاستنباط او كشف...النص الجيد جيد بما هو معلن ..جملة و تفصيلا...ومن يدرك ذلك تتحقق لديه متعة ضم النص إلى حضنه و الاعتراف به ضمن دوافع سروره و بهجته ...بشكل فردي و شخصي يحس من خلاله أن النص رابط مشترك بينه وبين كل من تلقوه قبله او بعده...فيجزم بقدرة جودته على التأثير الإيجابي وترك بصمة واضحة...
تمهيد للنص:
لقد علمتنا الحياة ان في خضمها تتلاطم أمواج الرضى و السخط مستفزة بتيارات التفاعل مع العوامل الداخلية و الخارجية للذات الانسانية...متدافعة نحو شواطئ الفصل من أجل الاستمرار...لا ندري بأمور الأشياء المكنونة إلا عند الإفصاح عنها تعبيرا عاديا أو إبداعا...نستخلص من التجارب دروسا و عبر تكون في الغالب بديل مرتكز و مستندا للنهوض من عثرة أو اسراع في خطو او مجرد لحظة انتشاء تتوقف عندها عقارب الزمن لتترك للنفس هامش الاستعذاب و التمتع الذي أفرزته قوة البوح و جماليته....
ان القصيدة هنا قطعة من لهب خمدت جمراته...فهي حمالة ما رغب الشاعر في تضمينها إياه بكلام موزون يعزف على أوثار الاجادة في التنسيق و الترصيص ...مستهدفا راضيا التخلي عنها لتسبح في آفاق التلقي و تحط الرحال بين المقل..هي واحدة مما يلهث القارئ متتبعا الشاعر بفعل يقينه التام من روعته كانسان و كمبدع فرض عليه استحسان ابداعاته بما رسم لها من مستوى رفيع كاطار احتواء أدركه الجميع و عبروا عنه في مناسبات عديدة وهم قراء من الطراز الممتاز...إذ لم يكتفوا فقط بمتعة القراءة بل تجاوزوها الى الاستمتاع بالرد و التعليق بنصوص لا تقل روعة...
لن أغوص في تحليل مستفيض للنص...وهذا أمر يشجيني فعله نظرا لاعتبارات موضوعية تفرضها القراءة في هذا الفضاء...سأعطي فقط لنفسي حقها في التعبير عما انفعلت به من هذه القصيدة و قد قصدت كثيرا...وفي مقاصدها يكمن وهج محاورة و استنطاق الداخل الرابض في ثنايا جسد له صورة حية يعرفها الاخر بمنطق ما يصدر عنها من سلوكات و أقوال و أفعال و صفات جلية...

لم أدر يوما إن كانت محاورة الذات فعلا اراديا ينشأ من رغبة الانسان في مجالسة نفسه و الدخول معها في ثنائية الحضور الوازن بين ظاهرها و باطنها استجابة لوازع المكاشفة والتواضح و الإفصاح تماشيا مع مستلزمات العيش من عودة إلى الداخل لاستطلاع كم الحلكة و الظلام وشرع منافذ النور الثاقب في عمق المطروحات المتراكمة والتي يطالها صدأ النسيان في محاولة لازاحة الستار عنها لمن هو حاجبها و المتستر عنها مع سبق إصرار بريء غلبه توالي الأيام و السنون ليكتشف أن لا شيء فيه و منه يندثر، بل يأخذ أمكنة الزوايا المعتمة قابعا مكرها على التواري خلف الجديد المتجدد...الذي سرعان ما يصير قديما ثم متقادما ثم ضربا من رؤى الأحلام؟؟؟؟
أم هو فعل يقدم كزلزال فبركان يلفظ حممه..نقلا من الداخل و الباطن و العمق ما يملأ الأرجاء أشكالا من المواد ذوات مميزات الشكل و اللون و الحجم و الحرارة و و ..؟؟؟
في القصيدة همس دافيء ومناجاة حالمة..ترقى بالمتلقي إلى درجات التمثل و التشبيه...فالشاعر يسائل في وداعة و رهافة:
هل تسمع صوتي؟
جاءه الرد...
أعاد السؤال بفرح من تلقى الجواب الشافي مشوب بالحذر و الارتياب:
أحقا...يا ساكنا بداخلي تسمعه؟
وبدأ السرد طوفانا من التذكير باعتبار ان الذكرى تنفع...الموت و الجنون و الحنين و العهد والعطايا و الخطايا و الدعاء و البكاء و الحزن و الجراح و القهر و الخداع...مرافيء أجبر الشاعر مخاطبه(في الداخل)على التوقف عندها للتزود بأسباب الوجود في الغياب و التناسي...فقد حانت لحظة الحقيقة...تلك التي يؤثتها البوح بالاعتراف...
الباطن منزاح نحو الوفاء بعهود الحفاظ و المحافظة...والشاعر مقيد بتذكيره كمن لا يجرؤ على التزييف و التحرييف بما يجمعهما في لحظة الوصال هاته.
في كفة أنت/ وفي الأخرى عالم الناس أجمعين
إنها بؤرة القصيدة و مركزها، الفيصل بين ما قبل وما بعد...
الشاعر متيم بمن يسكنه و يرج دواخله:
أحبك ملء جنوني/بكل شطحات ظنوني
لدرجة حرصه على انتزاع جواب يصفه ليرتاح:
هل أضحى نحيلا؟
هل ما زال جميلا؟
ذكراه من جمال عشقه و روعة حبه حاضرة:
فكم مات قتيلا!/ شهيد الهوى / عاشقا يزهو به مصرعه(الله الله!)
كينونته تزدان بحجم  الفداء الأقصى:
أيام هذا العمر ثمن زهيد/ فداء عشقك من روحي.
حضوره كثيف يغطي كل المساحات المقفرة بغير حبه:
أحبك لا انتهاء ولا شفاء...
نذوب في هذا التلاحم الشجي...
نغرق في هذا التناغم المتواطئ مع بهاء المشاعر و حسن النوايا...
ننزوي لنفهم كيف يكون الخلاص حلما جميلا مستبعدا من الرغبة و مستثنى من الاستعذاب..
ننهي قداس التعبد في محراب القصيدة و قد غيرنا الملة إلى دين التفقه في الداخل و مداعبته بأجمل أوجه المناجاة للتعبير عن أسمى شعور العشق و أرقى درجات التعلق و أصفى لحظات الإعتراف.
بقلم: سميرة شرف السباعي
قصيدة العملاق محمد الطايع
هل تسمع صوتي .. ؟!
أحقا ..
يا ساكنا بداخلي تسمعه .. ؟!
أنا إن حان موتي .. ؟!
فيما ياترى ..
هذا الموت المجنون سأنفعه .. ؟!
ياساكن الحشايا مختصرا ..
كل البرايا ..
يغنيك بداخلي بؤس الحنايا ..
عهدا دائما ..
ياسهد عمري وعدا لك أقطعه ..
هذه أشواقي ..
تغسل أحداقي ..
حنينا إليك ..
يتشضى العمر حبات عقد ..
بأصابع اللهفة أجمعه ..
هذه أعماقي ..
وعطرك الباقي ..
يرتد فيها مرايا ..
عطايا وخطايا ..
وكف دعاء خاشع ..
لرب القلوب باكيا أرفعه ..
هل تسمع خفقي ..
وحشرجة الحزن ..
تجرح حلقي ..
حزن يحاصرني يناورني ..
يعانقني قاهرا ..
لا أعرف والله كيف أخدعه ..
أحبك ملء جنوني ..
بكل شطحات ظنوني ..
في كفة أنت ..
وفي الأخرى عالم الناس أجمعه ..
فهل ياترى تسمع صوتي ..
وآهة قلب يجلده الصمت
وخيبات المساء تصفعه ..
إن كنت تسمعني ..
إن كنت تحضنني ..
أخبرني عنه قليلا ..
قل لي هل أضحى نحيلا ..
يموت فيك الف مرة ..
وطبع الكبرياء يمنعه ..
قل لي هل مازال جميلا ..
فكم مات قتيلا ..
شهيد الهوى ..
عاشقا يزهو به مصرعه ..
أهواك إلى أبد ..
أهواك بلاعدد ..
أيام هذا العمر ثمن زهيد ..
فداء عشقك من روحي ..
ياكل روحي ..
راضيا وربك أدفعه ..
ياحبيب القلب ..
إني أعطيتك القلب ..
ومهما يطول العمر ..
صدقني هذا الأسى فيك ..
أجمل الوقت .. أمتعه ..
أحبك لا انتهاء ولاشفاء ..
أحبك ..
واحمرار المساء ..
في كل عزلة ظلمة غفلة ..
ضباب سراب ..
صدقني ..
أنصعه ..
إن الخلاص منك يامالك القلب ..
حلم جميل .. لكنني ..
لا أرجوه ولا أطمعه .. !!


27‏/4‏/2018

*** مهلا ***

تمهل يا ساقينا..
نبيذك والراح..
ما عاد يبقينا..
امتلات الأقداح..
من ذرف مآقينا..

تمهل يا ساقينا..
ترتيلك الصداح..
ما عاد يرقينا..
اقترب الصباح..
سينبلج يقينا..

أيتها الرازحة هناك..
مجندلة تشكين..
أما آن الأوان؟؟
نرتقي وترتقين؟؟

أيتها الشاردة مني..
القابعة هناك..
خلف أسوار سبع..
يقينا ستعتقين..

فأنا..
مازلت أرتوي..
وجذوري بالغة النبع..
وذا موعدنا فهلمي..
نلتقي  وتلتقين..

                                                  - عثمان بن الطيب-

بسم الله الرحمن الرحيم:
        🌹 قراءة نقدية🌹
   -قصيدة  ترتسم أمامنا كلوحة شعرية من التلوينات والارتجاجات الروحية والقلبية وحتى الجسدية تصرخ بنرة خافتة، هنا، الشاعر يحدث نفسه بتركيز كبير مستهلا مطلع قصيدته بجملة استفهامية ، يحدث نفسه بنوع من الإثبات، لأنه يعلم أنه يسمع صوته (هو) وليس غيره"هل تسمع صوتي؟! "، ولأن حرف"هل" لا يستفهم بها إلا عن الجملة في الإثبات ،فلا يقال (هل لم تسمع صوتي؟) " ثم يستتبع حديثه أحقا؟.. سؤال استنكاري مكرر بتأكيد وباستغراب، لكنه بعد ذلك ينادي من قريب  بحرف  "يا" ،مباشرة بتعجب مستغيثا  بكائن(البؤس الذي يقتات من مغصه الأليم) ساكن جواه، ذاك الصوت (النداء)المتحدث  في دواخله، في حناياه.. هل ينصت له؟
   -في رأيي المتواضع، سوف يتفق معي الجميع، بأن هناك بداخل كل شخص منا صوت داخلي يتحدث إليه يوميا، ولا يتركه مطلقا في جميع مواقف ومراحل حياته، ذلك الصوت يلازمه دائما سواء في أوقات فرحه أو حتى في أوقات حزنه، ذلك الصوت يظل معه دائما في لحظات ضعفه، وأيضا في لحظات قوته، ذلك الصوت الذي يجعل منك شخصا عظيما إذا أنصت له، وأيضا يجعل منك شخص غير عظيم إذا لم تنصت له.
"يا ساكنا بداخلي تسمعه..؟!"
"ياساكن الحشايا مختصرا ..
كل البرايا ..
يغنيك بداخلي بؤس الحنايا ..
عهدا دائما .."
   -يقول مايكل إنزلخت: "إذا كنا غير قادرين على التعبير عن الرسائل الداخلية، فإننا نفقد جزءاً من ضبطنا لأنفسنا"
ولكن من أين هذا الصوت المعروف لنا جميعاً؟ ومن هو؟ مما لا شك فيه أن الأنا يتحدث إلى نفسي، ولكن لماذا التحدث إلى النفس؟ وهل ثمة شخصان بداخلي واحد يتحدث وآخر يستمع؟ الكاتب الياباني موراكامي يقول إنه عندما لا يشرع بالكتابة، فإنه يتدرب على الماراثون، المتمثل في الحوار الداخلي بينه وبين جسده الذي تعكسه صورة المؤلف والعداء .
     -وهنا يحضرني ما جاء في الكتاب المحكم، وهو الفرقان الذي قسم النداء الخفي/ النفس إلى ثلاثة  محاورات،وذكر كيف السبيل إلى مواجته( ها) أثناء المناظرة:
النفس الأمارة بالسوء
النفس اللوامة
النفس المطمئنة
   -هذا الحوار البين - ذاتي ،والاستنطاق النفسي من الداخل، يبرز لنا أن لحظة هذا  الحوار تمت في ظروف محبطة ،وفي حالة نفسية عاشقة ومغرمة، متعبة ومرهقة تماما...لأن ذكر الموت  وتقابله الحياة/الوجود، هنا، و في تساؤل  يشخص الموت/العشق بالمجنون وكأنه  فقد عقله من شدة الولع يجعله يموت في سبيل هذا الوله، وباستلهام من لغتنا الدارجة (كنموت عليك!)(كان حماق عليك!)، هاتان العباراتان تدلان على درجة الحب الشديد الذي لا حدود له إلا حدا الموت والجنون.
"هذا الموت المجنون بما سأنفعه؟!"
 فما يكونُ الموت ؟ هذا ما نَجهله ولا يُمكننا أنْ نَعرفه. إنّ هذا السِّر العظيم هو ما جعل حياتنا مليئة بالألغاز، وهي بذلك أشبه ما تكون بطريق لا نعرف إلى أين يؤدي، أو بالأحرى أننا لا نعرف إلى أين يؤدي إلا فيما بعد (عند الممات)، لكن دون أن نعرف مع ذلك، ما يكمن وراء ذلك – وراء اللفظة، ووراء هذا الأمر – ولا حتى إن كان ثمة وجودٌ لشيء ما. حيث لم يكف الفلاسفة قط عن الرد عن سؤال:”ما الموت؟”. والحق أن الميتافيزيقا في جزء كبير منها،لعبت دورا هاهنا؛مما أثر على أجوبة الفلاسفة التي يمكننا تقسيمها باختصار شديد إلى قسمين:
إذ منهم من يقول بأن الموت هو بمثابة لاشيء (مجرد عدم)؛ بينما آخرون يؤكدون على أنه بمثابة حياة أخرى، أو أنه استمرار لهذه الحياة نفسها، باعتبارها حياة طاهرة ومتحررة… إنّ هاتين الإجابتين هما طريقتان لنفي الموت سواء كعدم، مادام أن العدم هو لاشيء، أو كحياة ما دام أن الموت حينئذ يعتبَر حياة ثانية. من ثمة يبدو أن التفكير في الموت هوّ ما يعني العمل على إنكاره :هكذا ينفلتُ منا الموضوع بالضرورة. فالموت هو لاشيء (أبيقور) وتشاؤم عند (شبنهاور)، ونضج عند (هيدغر)، أو أنه بالأحرى ليس بموت عند (أفلاطون) بل حياةٌ أخرى. وهذا ما تم ذكره في كل الديانات التوحيدية.
   -موضوع الموت هامّ ومستحيل في نفس الوقت . هام مادام أن حياتنا كلها تَحمِل بصمته، كما لو كان ظلا للعدم (فلو لم نكن منذورين للموت ،لأضحى بدون شك ،لكل لحظة من لحظات حياتنا ،مذاق مختلف، ولون متميز) أو كما لو كان نقطة هروب بالنسبة لنا من كل شيء.

   2 ويستطرد الشاعر بلغة بليغة، وبصور شعرية غاية في الجمال والبهاء، يكشف لنا من خلالها عن حالة قلبه المنكسر حزنا وكسفا، والسنين االتي تنسحب قطعا مجزأة مع مرور أيام المعاناة والآلام والآهات والسهاد...ثم التحدي بالمقاومة والصبر من عاشق حتى الجنون/الموت.
" يتشضى العمر حبات عقد ..
بأصابع اللهفة أجمعه "
  -هذه المهجة التي يغمرها الإيمان بالله ،تفر إليه، في آخر المطاف،  مستسلمة، و مفوضة أمرها إليه ،بعدما انتهى من محاورة نفسه ، لتبث حزنها ،و ضعفها، وخيبات الأمل وعذابات الشوق... متوجهة متضرعة إلى الله بالمناجاة والدعاء، إيمانا راسخا به بأن الله مجيب الدعاء لا محالة ،"عالم بذات الصدور"، لا تخفى عليه خافية، هو المدبر لكل أمر وهو  الملاذ والملجأ.
"وكف دعاء خاشع ..
لرب القلوب باكيا أرفعه ..
هل تسمع خفقي ..
وحشرجة الحزن ..
تجرح حلقي ..
حزن يحاصرني يناورني ..
يعانقني قاهرا ..
لا أعرف والله كيف أخدعه .."
أحبك ملء جنوني ..
بكل شطحات ظنوني ..

   -يقول الشاعر:
"في كفة أنت ..
وفي الأخرى عالم الناس أجمعه"
  -هنا يعرض لنا الشاعر إبداعه اللغوي بتعبير مجازي جميل، ينم عن مخيال واسع ،يظهرلنا مدى المكانة ،و الحظوة والدرجة الكبيرة التي تحظى بها محبوبته في قلبه ووجدانه، وهو يرفعها في ميزان الدرجات  العلى ( الحبيبة في كفة والعالم كله في كفة أخرى).
    -يباشر الشاعر حديثه، وهو يعترف معلنا  بحبه الأبدي الطاهر المبني على الوفاء والإخلاص والمقاومة، وعن لوعة الصبابة والوله، و نار الشوق والحنين، اللائي يأكلن روحه ،وهو متمتع بالأسى راضيا...في سبيل هذا الحب "الخالد"  وبحرقة شديدة وبصوت أجش يهمهم الشاعر:
 "هل تسمع خفقي ..
وحشرجة الحزن .."
"أهواك إلى أبد ..
أهواك بلاعدد .."
"راضيا وربك أدفعه ..
ياحبيب القلب ..
إني أعطيتك القلب ..
ومهما يطول العمر ..
صدقني هذا الأسى فيك ..
أجمل الوقت .. أمتعه ..
أحبك لا انتهاء ولاشفاء ..
أحبك .."
   -من خلال ما سبق، ونحن قد جبنا كل محطات القصيدة بخاطر مرتاح، وبال صاف، شدته ،منذ القراءة الأولى، التركيبة الصورية والجمالية، و الاسلوب الأدبي الراقي في الصياغة ،نكتشف في هذا السفر الوجداني والنفسي تعبيرا راقيا في اللغة، و بلاغة بديعة ،وصور شعرية عميقة الدلالات والمعاني ، يرافقها إيقاع خفيف ومهموس وهادئ "حرف الهاء"،حتى يتمكن المتلقي من الإنصات إلى نوتات قلب القصيدة، وسرد متين، متلاحم ، ومترابط المفردات ،تنساب ألفاظه متحدرة باطراد وبتسلسل منتظم، كماء النهر المتدفق ؛ يتضح أننا كنا أمام  بيانا تخطيطيا، ووصفا دقيقا لحركة القلب، يظهر لنا من خلال الفحص تموجات لأحاسيس،ومشاعر ملتهبة في حركة غير طبيعية تارة صاعدة وتارة نازلة تشير إلى التهابات وندوبات حارقة من اللهفة ،والعشق ،والاشتياق، والصبر ،و الألم وأناته، كل ذلك كان مبعثا إلى العذاب والصراع النفسي من  حزن، وأرق ،و معاناة ،ومقاومة بالفداء والوفاء لهذا الحب الصادق والنقي مع العلم أن الشاعر  قد أقسم اليمين من قبل ،أن لا يخلف وعده ؛ وهو في حيرة  من أمره لم يصل إلى إجابة مقنعة في محاورته" البين ذاتية "...خرج معترفا ومتواضعا صادقا وو فيا ومقاوما شجاعا، لا الخلاص يجحده، ولا العشق /الحلم الجميل يطمعه.
"ياسهد عمري وعدا لك أقطعه .."
"فداء عشقك من روحي ..
يأكل روحي..
"راضيا وربك أدفعه .."
"إن الخلاص منك يامالك القلب ..
حلم جميل .. لكنني ..
لا أرجوه ولا أطمعه .. !!"
    أكتفي بهذا القدر، وأتمنى أن أكون قد أضفت لمسة  من الجمال في المعنى بريشة الناقد.
أزكى التحيات وأطيب الأمنيات.أخي الأديب الشاعر والقاص الأستاذ محمد الطايع.

     الناقد خالد بن مبارك خداد

قصيدة الشاعر محمد الطايع
هل تسمع صوتي .. ؟!
أحقا ..
يا ساكنا بداخلي تسمعه .. ؟!
أنا إن حان موتي .. ؟!
فيما ياترى ..
هذا الموت المجنون سأنفعه .. ؟!
ياساكن الحشايا مختصرا ..
كل البرايا ..
يغنيك بداخلي بؤس الحنايا ..
عهدا دائما ..
ياسهد عمري وعدا لك أقطعه ..
هذه أشواقي ..
تغسل أحداقي ..
حنينا إليك ..
يتشضى العمر حبات عقد ..
بأصابع اللهفة أجمعه ..
هذه أعماقي ..
وعطرك الباقي ..
يرتد فيها مرايا ..
عطايا وخطايا ..
وكف دعاء خاشع ..
لرب القلوب باكيا أرفعه ..
هل تسمع خفقي ..
وحشرجة الحزن ..
تجرح حلقي ..
حزن يحاصرني يناورني ..
يعانقني قاهرا ..
لا أعرف والله كيف أخدعه ..
أحبك ملء جنوني ..
بكل شطحات ظنوني ..
في كفة أنت ..
وفي الأخرى عالم الناس أجمعه ..
فهل ياترى تسمع صوتي ..
وآهة قلب يجلده الصمت
وخيبات المساء تصفعه ..
إن كنت تسمعني ..
إن كنت تحضنني ..
أخبرني عنه قليلا ..
قل لي هل أضحى نحيلا ..
يموت فيك الف مرة ..
وطبع الكبرياء يمنعه ..
قل لي هل مازال جميلا ..
فكم مات قتيلا ..
شهيد الهوى ..
عاشقا يزهو به مصرعه ..
أهواك إلى أبد ..
أهواك بلاعدد ..
أيام هذا العمر ثمن زهيد ..
فداء عشقك من روحي ..
ياكل روحي ..
راضيا وربك أدفعه ..
ياحبيب القلب ..
إني أعطيتك القلب ..
ومهما يطول العمر ..
صدقني هذا الأسى فيك ..
أجمل الوقت .. أمتعه ..
أحبك لا انتهاء ولاشفاء ..
أحبك ..
واحمرار المساء ..
في كل عزلة ظلمة غفلة ..
ضباب سراب ..
صدقني ..
أنصعه ..
إن الخلاص منك يامالك القلب ..
حلم جميل .. لكنني ..
لا أرجوه ولا أطمعه .. !!

''الأسئلة'' قصة قصيرة/العملاق ''محمد الطايع''

..الأسئلة  ..قصة قصيرة ماذا؟ ماذا قلت؟ تحبينني؟ هل قلت أنك تحبينني؟ هل قلت ذلك فعلا؟ هل أبدو لك مغفلا؟ لماذا تعتقدين أنني كذلك؟...